كارثة تحطم طائرة تودي بحياة أبطال التزلج ومدربين

المؤلف: عبدالعزيز النهدي (جدة) abdullazizNahdi@09.21.2025
كارثة تحطم طائرة تودي بحياة أبطال التزلج ومدربين

في كارثة مروعة، لقي عدد من الرياضيين والمدربين وعائلاتهم حتفهم إثر تحطم طائرة ركاب تابعة لشركة «أميركان إيرلاينز» بالقرب من مطار ريغان الوطني في واشنطن، وذلك في مساء الأربعاء الموافق 29 يناير 2025. كانت الطائرة في طريقها قادمة من ويتشيتا بولاية كانساس، حاملة على متنها مجموعة من متزلجي التزلج الفني على الجليد، بالإضافة إلى مدربيهم وأفراد من عائلاتهم، كانوا في طريق العودة من معسكر التطوير الوطني الذي أقيم بالتزامن مع فعاليات بطولة الولايات المتحدة للتزلج الفني على الجليد.

من بين الضحايا الذين قضوا في هذا الحادث المأساوي، برزت أسماء لامعة في عالم التزلج على الجليد، منهم على سبيل المثال لا الحصر، الزوجان الروسيان الشهيران يوجينيا شيشكوفا وفاديم ناوموف، اللذان كانا يعتبران من أبرز نجوم التزلج الثنائي في حقبة التسعينات الذهبية. حقق شيشكوفا وناوموف إنجازات باهرة خلال مسيرتهما الرياضية، حيث توجا بالميدالية الفضية في بطولة العالم للتزلج على الجليد عام 1994، وكانا من بين أكثر الأسماء احترامًا وتقديرًا في أوساط التزلج. وبعد اعتزالهما اللعب، استقر الزوجان في الولايات المتحدة، حيث كرسا جهودهما لتدريب وتأهيل الجيل الجديد من متزلجي الجليد، وكان لهما دور بارز ومؤثر في تطوير هذه الرياضة.

كما وردت أنباء مؤسفة عن وجود مدربين آخرين على متن الطائرة المنكوبة، من بينهم إينا فوليانسكايا، المدربة المخضرمة في نادي واشنطن للتزلج الفني، التي كانت تعتبر من الشخصيات البارزة في عالم رياضة التزلج على الجليد، والتي تركت بصمة واضحة وإرثًا عظيمًا في تدريب الأجيال الشابة الصاعدة.

وعلى الرغم من الأخبار المتداولة التي أشارت إلى وجود نجل الزوجين الراحلين، ماكسيم نوموف، على متن الطائرة، فقد أكدت مصادر مطلعة أن ماكسيم، الذي يمثل الولايات المتحدة في منافسات التزلج الفردي، لم يكن ضمن قائمة المسافرين على متن تلك الرحلة المشؤومة، وذلك وفقًا لتصريحات المدربة السابقة لودميلا فيليكوفا، التي أعربت عن حزنها العميق لفقدان "أفضل الناس" في هذا الحادث المفجع.

جدير بالذكر أن الحادث المأساوي وقع بعد ساعات قليلة من عودة الفريق من معسكر التطوير الوطني الذي أقيم في كانساس، وقد أسفر الحادث عن تحطم الطائرة بعد اصطدامها المروع بمروحية عسكرية من طراز «بلاك هوك» فوق مياه نهر بوتوماك الهادئة. وحتى الساعة 2:50 صباحًا من يوم الخميس، تم انتشال ما يقرب من 19 جثة من موقع الحادث، في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإنقاذ جهودها الحثيثة للوصول إلى باقي الضحايا وانتشالهم.

تشير التقارير الأولية إلى أن الطائرة المنكوبة كانت تقل على متنها 60 راكبًا بريئًا بالإضافة إلى 4 من أفراد الطاقم، في حين كانت المروحية العسكرية التي اصطدمت بها تقل 3 جنود أميركيين. وحتى الآن، لم تكشف السلطات الأميركية عن التفاصيل الكاملة المتعلقة بأسباب وقوع هذا الحادث المأساوي، في الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.

وبدون أدنى شك، تعتبر هذه الكارثة خسارة جسيمة ومأساوية لمجتمع التزلج الفني الأميركي والعالمي بأسره، الذي فقد في هذا الحادث الأليم العديد من الوجوه البارزة والشخصيات المؤثرة في هذا المجال. وقد أعرب الاتحاد الأميركي للتزلج الفني عن حزنه العميق وتضامنه الكامل مع أسر الضحايا، مؤكدًا أن هذه الحادثة المروعة تركت جرحًا عميقًا في قلوب جميع العاملين في هذا المجال.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة